نتيجة ظروف الحياة السريعة والمزدحمة، يضطر أفراد الكثير من العائلات أن يتناولوا الطعام، في الغالب، في أوقات غير محدّدة، ومن دون أن يجتمعوا جميعاً على طاولة واحدة. يأتي رمضان ليكسر تلك العشوائية، عبر نظامه الجميل.
النظام الموَّحَّد لتناول الطعام في شهر رمضان، هو فرصة لنا لتنظيم سائر اليوم. إضافة إلى ذلك، فإن قلة الطعام وعدم انشغال الجسد في الهضم أو نزول الطاقة جرَّاء الأكل المستمر أو الأكل الثقيل خلال اليوم، هو فرصة للذهن لتركيز أكبر. وهذا النظام هو أرضية جيدة للدخول جسديا وذهنيا في حالة أكبر من الهدوء.
لكن مع الصيام وكثرة الواجبات الإجتماعية، قد يكون من المُفضَّل التركيز على عادة واحدة فقط. جميعنا لدينا عادات نوَّد إدارتها أو تركها أو حتى استحداثها. رمضان، بكل العزيمة التي يتم استنهاضها من أجل الصيام، هو فرصتك حتى تستخدم هذه العزيمة لتغيير عاداتك.
٣ عادات خلال رمضان يساعدك تنظيمها على تغيير عادات أخرى
للحفاظ على النظام والهدوء الذي قمنا بذكره، بإمكانك اتباع الآتي:
تنظيم النوم
يظلم كثيرون أجسامهم بحرمانها من ساعات كافية من النوم، متعذرين بالضيوف أو المناسبات الاجتماعية، ولهؤلاء نقول:
- اترك السهر.
- اجعل قسط نومك الأكبر في الليل.
- لا تفوِّت الاستيقاظ على السحور.
- خذ قيلولة بعد الظهر إن تيسر ذلك.
تنظيم الرياضة
- مارس رياضة خفيفة بعد العصر، مثل المشي أو تمارين التمدد والإطالة.
- يفضل التقليل قدر الإمكان من ممارسة الرياضات القتالية العنيفة، بل اتركها تماماً في رمضان، ومارس تمارين اللياقة البدنية الخفيفة.
تنظيم قيادة السيارة
لتتجنب الازدحام المروري الخانق وما يتبعه من مشاجرات ومشاكل أنت في غنى عنها، ننصحك بالآتي:
- تجنب التواجد خارج البيت قبيل وقت الإفطار بقليل إلا للضرورة القصوى، لتجنب المشاكل والألفاظ التي يمكن أن تؤدي إلى جرح الصيام.
- لو اقتضت الظروف أن تكون خارج البيت في وقت الذروة، فاعلم أنك مهما أسرعت فالشوارع ستبقى مزدحمة والعصبية لا مبرر لها ولن تحل الأزمة.
- إن كانت ظروف عملك تحتّم عليك أن تكون أغلب الأيام خارج البيت وقت الأذان، فمن الأفضل أن تحتفظ بحبات من التمر والماء والعصير لكسر صومك، تجنباً للتوتر.
كيف تتخلَّى عن عادة غير صحية؟
حدد المحفزات
يمنحك فهم المحفزات وتدوينها فهماً أفضل لكيفية التخلص من العادات. فمثلا سيساعدك وعيك بمحفز مثل الشعور بالقلق على أن تكون واعياً وتمنع نفسك من اتخاذ قرار تناول الوجبات السريعة بشكل تلقائي كرد فعل للشعور بالقلق. بدل ذلك يمكنك ممارسة شيء آخر أكثر فاعليَّة لتخفيف حدة الشعور من دون الإضرار بنفسك.
دوّن أهدافك
يساعدك تدوين أسباب قرارك للتخلي عن العادة وأهدافك من هذا القرار في أن تتذكر دوافعك الأساسية دائما، خاصة عندما تشعر بالإحباط. ولا تكتف بتذكر الأسباب والأهداف في عقلك، واحرص على تدوينها والاحتفاظ بها للعودة لها متى احتجت لذلك.
إهدِم جسور العودة
على سبيل المثال، إذا عزمت على الإقلاع عن التدخين، تخلص من وجود سجائر في بيتك وسيارتك. إذا كان لديك أصدقاء تدخن معهم دائما فقد يكون من المفيد تقليل التواجد معهم، على الأقل خلال المراحل الأولى.
استعن بصديق
شارك قرارك بالتخلي عن العادة غير الصحية مع أحد المقربين لك. يساعد الضغط الاجتماعي على تشجعيك للمضي قدما في طريقك وتحقيق أهدافك.
اكتسب عادة مفيدة
يُنصح باستبدال العادات المضرة عند التخلي عنها بأخرى مفيدة، وعدم ترك وقتها فارغاً، لأنّ ذلك قد يقودك إلى ممارسة عادة غير صحية أخرى لملء هذا الفراغ.
لا تستسلم
في حين أن الاستمرارية هي المفتاح لتغيير العادات، فإنها ليست عملية منتظمة، وقد ترجع إلى عاداتك القديمة خلال رحلة التخلي عنها. هذا شيء متوقع ولا يفسد ما أنجزتَه. عليك المحاولة مجددا والمضي قدماً لاستكمال ما بدأته.
كيف تبني عادة صحية؟
ابدأ بخطوات بسيطة
يشير الباحث في جامعة ستانفورد ومؤلف كتاب “عادات بسيطة” (Tiny Habits) بي جي فوغ إلى أن التغييرات الكبيرة في السلوك تتطلب مستوى عاليا من التحفيز لا يستمر غالبا، ويقترح البدء بخطوات صغيرة لجعل العادة الجديدة سهلة قدر الإمكان في البداية.
فإذا كنت ترغب في جعل القراءة جزءا من يومك فيمكنك البدء بالحفاظ على قراءة صفحة واحدة يوميا، وبعد الاعتياد عليها، يمكنك زيادة عدد الصفحات.
اربطها بعادة أخرى
أفضل طريقة لتكوين عادة جديدة هي ربطها بعادة موجودة بالفعل.
لاحظ يومك وحدد الأنماط الثابتة خلاله واختر النمط المناسب الذي يمكن أن تربط به عادتك الجديدة، مثل تحديد وقت قبل النوم مباشرة لممارسة التأمل.
كررها كل يوم
يستغرق اكتساب عادة جديدة ما بين 18 إلى 254 يوما، وخلصت الدراسة إلى أن اكتساب العادات يستغرق في المتوسط 66 يوما من تكرار ممارستها قبل أن تصبح تلقائية. هذا ويسهم تكرار العادات في وقت ثابت كل يوم في اكتسابها بشكل أسرع.
سهّل طريقك
اكتساب العادات الجديدة يصبح أكثر سهولة عندما نتخلص من العقبات التي تقف في طريقنا. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في ممارسة الرياضة فيمكنك شراء حذاء رياضي جديد بدل القديم الذي يسبب لك بعض الألم.
كافئ نفسك
المكافآت جزء مهم من تكوين العادات، فعندما نقوم بتنظيف أسناننا تكون المكافأة فورية؛ من خلال فم منتعش بالنعناع، لكن بعض العادات تتطلب الوقت حتى نرى نتائجها، ولذلك يمكنك منح نفسك مكافأة صغيرة خلال ممارسة العادة أو بعدها، مثل مشاهدة برنامجك المفضل خلال ممارسة الرياضة.
التأمل واليقظة الذهنية
في سعيك لامتلاك عادة جديدة، أنت بحاجة كبيرة لامتلاك أفكارك وحضورك التام خلال ممارسة عادة ما أو تركك لأُخرى. يساعدك ممارسة التأمل واليقظة الذهنية على صفاء الذهن وهدوء الأفكار. قم بتخصيص ١٠ دقائق يوميا لممارسة الحضور الذهني بتخيل نفسك وأنت منسجم مع العادة الجديدة أو أنك قد قمت بالتخلي عن عادة ما.
وللمزيد من المحتوى اليومي المبني على دراسات علمية لنوم أفضل وتوتر أقل، قوموا بتحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي وتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي.