سعادة

هل إجراء اختبار نفسي يجعل حياتك أكثر سعادة؟

يمكن التوصية بإجراء اختبار نفسي لعدة أسباب، بما في ذلك تشخيص حالات الصحة النفسية والعقلية وتحديد السلوك المقلق. ومن المعروف أن السعادة ترتبط بالصحة النفسية ارتباطًا وثيقًا. الاضطرابات النفسية عمومًا، والاكتئاب والقلق خصوصًا، يؤثرون سلبًا على السعادة أكثر من المرض الجسدي. لذا، فإن الوقوف على حالتنا ومعرفة ما نعاني منه، وطلب المساعدة للعلاج، يجب أن يكون على قائمة أولوياتنا. 

تخيل أنك تذهب إلى طبيبٍ تصف له حالتك، فيقول لك: «إننا أمام عشر فرضيات حول حالتك، سنختار إحداها ونعالجها ونجرب الأمر». بالطبع لن يحدث ذلك. يطلب الأطباء اختباراتٍ وتحاليل معينة مع فحصهم؛ لتضييق الفرضيات حول الأعراض والعثور على السبب الجذري، ومعالجته بشكلٍ أكثر كفاءة. كذلك، ليتمكن الطبيب أو الدكتور النفسي من مساعدتك بشكلٍ مناسبٍ وفعال؛ إلى جانب فحصه وتشخيصه، يطلب منك إجراء اختبارًا نفسيًا. ماذا تعرف عن الاختبار النفسي؟ وهل يمكن أن يغير حياتك؟!

ما هو الاختبار النفسي؟ وما الفرق بينه وبين التقييم النفسي؟

ظهرت أشكال مبكرة للاختبار النفسي قبل أكثر من ألفيّ سنة قبل الميلاد. عندما كان الإمبراطور الصيني يفحص مسؤوليه كل ثلاثة أعوام لتحديد مدى ملاءمتهم لمناصبهم. تطور الأمر مع مرور الزمن وصولًا إلى القرن الرابع الميلادي، فترة الاهتمام بعلم الفراسة. ومع ازدهار علم النفس التجريبي في أواخر القرن التاسع عشر في أوروبا، بدأت الدراسة العلمية لسلوك وقدرات البشر. عندما أسس «فيلهلم فونت» أول مختبر نفسي في عام 1879 في لايبزيغ. بهدف قياس القدرات الحسية والفسيولوجية للكائن البشري بطرقٍ دقيقة.

الاختبار النفسي هو مقياس موحد لعينة من السلوك، لقياس الفروق الفردية بين الأشخاص. وهو إجراء منهجي لمراقبة سلوك الشخص أو أدائه، ووصفه من خلال مقياس رقمي أو نظام تصنيف. يستخدم كطريقة لقياس الاختلافات بين الأشخاص أو الاختلافات في نفس الشخص بمرور الوقت، ولتقييم الأداء المعرفي والعاطفي للأطفال والبالغين، ولتكوين تنبؤات حول الأداء النفسي.

يختلف الاختبار النفسي عن التقييم النفسي، لكنهما مرتبطان بالتشخيص النفسي. يستخدم علماء النفس الأداتين؛ لمساعدتهم في الوصول إلى التشخيص وخطة العلاج. يشمل التقييم النفسي العديد من المكونات، مثل: الاختبارات النفسية المعيارية، والاستطلاعات غير الرسمية، ومعلومات المقابلة، والسجلات الطبية، والتقييم الطبي. ويمكن استخدامه لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطراب في التعلُّم، أو مؤهلًا للمحاكمة أو سيكون مديرًا جيدًا.

تأثير الصحة النفسية على السعادة

يمكن التوصية بإجراء اختبار نفسي لعدة أسباب، بما في ذلك تشخيص حالات الصحة النفسية والعقلية وتحديد السلوك المقلق. ومن المعروف أن السعادة ترتبط بالصحة النفسية ارتباطًا وثيقًا. الاضطرابات النفسية عمومًا، والاكتئاب والقلق خصوصًا، يؤثرون سلبًا على السعادة أكثر من المرض الجسدي. لذا، فإن الوقوف على حالتنا ومعرفة ما نعاني منه، وطلب المساعدة للعلاج، يجب أن يكون على قائمة أولوياتنا. 

يرى الباحثون في مجال علم النفس الإيجابي أن السعادة بشكلٍ عام هي شعور بالرضا عن الحياة. وبذلك فإن الاستقرار النفسي يلعب دورًا في تحقيق هذا الشعور على المدى الطويل. وتشير دراسة إلى أن الأفراد الذين يعانون من مرض نفسي هم أكثر عرضة لانخفاض مستويات الرضا عن النفس والرضا الوظيفي لديهم. كما يؤدي عدم الاستقرار النفسي المستمر إلى التعاسة، التي تمثل حلقة يجب كسرها. وهذا هو السبب في أنه أصبح الوعي بالصحة العقلية والاهتمام بها مثار نقاشٍ في الأوساط الصحية.

وفي دراسة تختبر تأثير المرض النفسي على السعادة وتقارن بين سمات البشر الأساسية. وجدوا أن الشخصية العصابية التي تميل إلى القلق والاكتئاب والشك بالنفس والمشاعر السلبية الأخرى، علاقتها عكسية مع السعادة، على عكس الشخصية المنبسطة أو المنفتحة على التجربة. أي أن السعادة والرضا عن الحياة يكونان أقل بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية. ولهذه الأسباب، قد يكون إجراء اختبار نفسي أمرًا جيدًا، للبدء في تحديد ما إذا كنت تحتاج إلى تقييم من قِبَل أخصائي صحة نفسية. 

علامات الإنذار المبكر لضرورة أن يراك طبيب نفسي

بين تفاصيل الحياة ومشاكلها التي لا تنتهي، تحسَس نفسك ولا تتركها للانزلاق في وحل الأزمات النفسية. تشير جمعية الطب النفسي الأمريكية، إلى الحاجة إلى اختبار نفسي عند وجود أعراض مثل: زيادة الانسحاب الاجتماعي، وتغيرات في المزاج، وصعوبة إتمام المهام العادية، وتغيير جذري في عادات النوم والأكل، ومشاكل في التركيز.

ووفقًا لموقع «مينتال هيلث»، يوجد العديد من علامات الإنذار المبكر لوجود مشاكل تستدعي إجراء اختبار نفسي واللجوء إلى مختص. أهم تلك العلامات: انخفاض الطاقة أو انعدامها، الشعور باللاجدوى، الآلام والأوجاع غير المبررة، الشعور بالعجز أو اليأس، التدخين أكثر من المعتاد، الشعور بالارتباك أو النسيان أو القلق أو الغضب أو الانزعاج على نحوٍ غير عادي، الشجار مع العائلة والأصدقاء، وجود أفكار وذكريات مستمرة لا يمكنك إخراجها من رأسك، التفكير في إيذاء نفسك أو الآخرين، وعدم القدرة على أداء المهام اليومية مثل رعاية الأطفال أو الذهاب إلى العمل أو المدرسة.

ماذا يقدم لنا الاختبار النفسي؟ (أربع فوائد)  

تُستخدم الاختبارات النفسية لتقييم القدرات والصفات العقلية للفرد، مثل: الشخصية، والإنجاز، والقدرة، والأداء العصبي. وإليكم أربع فوائد يقدمها الاختبار النفسي:

• فهم نفسك بشكلٍ أفضل:

نقضي لحظات حياتنا داخل عقولنا وأفكارنا. ومع ذلك، فإننا قد لا نفهم أحيانًا سبب قيامنا بأمرٍ ما. قد يكون ذلك مخيفًا، خاصة عندما نعاني من اضطراب نفسي. لذا، يمكن أن يساعد الاختبار النفسي على معرفة أنفسنا بصورةٍ أعمق.

• تلقي التشخيص:

عندما نحصل على تشخيص لأي حالة مرضية، ربما يكون تأثير ذلك سيئًا علينا. لكن بالنسبة لشخص يعاني من اضطراب نفسي يؤثر على مهاراته أو شخصيته أو أدائه المعرفي أو السلوكي، يمكن أن يشعره ذلك بالارتياح. في نهاية الاختبار النفسي، يمكن للطبيب النفسي أن يشخصك بدقة.

• الحصول على العلاج المناسب:

يسمح الاختبار النفسي للشخص بالبحث عن العلاج المناسب للاضطرابات النفسية. بمجرد تشخيص الطبيب أو الدكتور النفسي للحالة، يمكنه وضع خطة علاجية. تتوقف بعض المشكلات النفسية عن تأثيرها السلبي على حياة الشخص، بمجرد تَعلُّم كيفية محاربتها أو التعايش معها باستخدام مهارات التأقلم الصحية وتلقي الدعم من أحبائه.

• تعظيم نقاط القوة لديك:

يتيح لك الاختبار فهم نقاط قوتك والتركيز عليها. وربما تبحث عن طرقٍ غير تقليدية لإنجاز الأشياء، حتى تعمل بشكلٍ أفضل بالنسبة لك. وقد يساعد في تحديد اهتماماتك ودوافعك وعمليات اتخاذ القرار عندما يتعلق الأمر بالعمل.  

يمكن أن يساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الحياة المهنية؛ إذا أجريت اختبارًا يكشف عن ميلك للانخراط الاجتماعي، فقد يساعدك ذلك في اتخاذ قرار يتعلق بالدخول في مسار وظيفي أو القيام بمشاريع تسمح لك بالعمل عن كثب مع الناس.

كيف يمكن للاختبار النفسي أن يغير حياتك؟

تخيل أنك تسير في طريقٍ مظلم في نهايته منحدَر، وقبل سقوطك بخطوة، أمسكك أحدهم. هذا ما قد توفره لك بعض الاختبارات النفسية. تنبهك إلى وجود مشكلة ما في صحتك النفسية، لتتمكن من اتخاذ القرار المناسب لإنقاذِ نفسك من مشكلاتٍ أكبر.

يمكن أن يكون الاختبار الذي تم التحقق من صحته إحصائيًا أداة ممتازة لإثارة النمو والتطور الشخصي. بعد الحصول على معلوماتٍ عن نفسك بطريقةٍ منهجية، والحصول على التعليقات (feedback)، قد تكتشف وجود بعض الفجوات بين ما أنت عليه وما تريد أن تكونه. يولد ذلك دافعًا لتقليل الفجوات وتحسين أوجه القصور، وبالتالي الشعور بالرضا عن الذات والحياة.   

يجب العلم أن الاختبار النفسي عبر الإنترنت ليس أداة نهائية. التشخيص المهني هو الطريقة الوحيدة للتأكد من أنك مصاب. يمكنك استخدام الاختبار كأداة للفحص الذاتي لتتبع حالتك المزاجية أو لتظهر للطبيب كيف تغيرت الأعراض التي تعاني منها من زيارةٍ إلى أخرى. ولا يمكن إلا لمتخصص في الصحة النفسية، مساعدتك في تحديد أفضل الخطوات التالية لك.

إذا كنتم تعانون من ألمٍ نفسي، لا تفقدوا الأمل. قد يكمن الحل في تغيير بسيط في طريقة التفكير أو علاجًا سلوكيًا أو دواء. كل الحلول صالحة، لأن كل شخص مختلف عن الآخر ويختبر العالم بطريقةٍ مختلفة. ومع ذلك، فإن الخطوة الأولى دائمًا هي نفسها للجميع؛ الاعتراف بمشاكلنا والانفتاح على طلب المساعدة التي نحتاجها. تعرفوا أيضًا على الحقيقة العلمية خلف ٥ مقولات في السعادة.

لذلك، لا تترددوا في طلب المساعدة من المختصين والخبراء النفسيين المحترفين، من خلال تطبيق تهون. يمكن بدأ الاختبار الآن “هل تحتاج طبيب نفسي؟“، ضمن سلسلة اختبارات نفسية عديدة على موقعنا، لمعرفة مدى احتياجكم إلى طبيبٍ نفسي.

ستساعدكم الإجابة على هذا الاختبار السريع في معرفة الحالة العامة لصحتكم النفسية، وكشف إذا كنتم تعانون من أي ضغوطات نفسية. وذلك لتحديد برنامج شامل مخصص لكم لتحسين صحتكم النفسية وحياتكم.

ولمزيدٍ من المحتوى اليومي المبني على دراساتٍ علمية للعناية بالصحة النفسية ولنومٍ أفضل وتوتر أقل، يمكنك تحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي ومتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

فريق تهون

فريق تهون، هو فريق من الكتاب والمحررين والمختصين النفسيين، المهتمين بالبحث والكتابة في مجالات الصحة النفسية الرئيسية في العالم العربي والخليج. نقدم لكم مقالات مُحدثة ذات معلومات موثوقة تساعدكم على تعزيز الصحة النفسية، وتحسين جودة النوم، وتخفيف الضغط والتوتر للوصول إلي السعادة، وزيادة الإنتاجية.

مقالات ذات علاقة

جرب تطبيق تهون مجانا الآن!

ستحصل على جلسات وبرامج مخصصة بناءا على أهدافك التي تود تحقيقها

  • التحميل من متجر آبل
  • التحميل من متجر جوجل