لا يمكنك أن تمضي أكثر من خمس دقائق هذه الأيام دون أن تسمع عن القلق والتوتر: اختبارات التوتر وإدارة التوتر العصبي.
نحن نتفاخر بالتوتر أحيانا ونشتكي منه ونأخذ دورات في إدارة التوتر والقلق للتخلص منه. نحن مهووسون وقلقون تجاه هذا الضغط والقلق.
لكننا على وشك اقتراح شيء قد يبدو مجنونًا: لست بحاجة إلى التخلص من الضغط والتوتر لتعيش حياة سعيدة وراضية.
تشير العديد من نماذج الدعم الذاتي إلى أنه لا يمكن إيجاد حياة مُرضية إلا عندما تتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية. لكن ما نود قوله لك بأنه قد وُجد من خلال الأبحاث، وبحسب منشورات جامعة هارفرد، أن محاولة التخلص من الضغط والتوتر يمكن أن تجعلك في الواقع أكثر توتراً.
لذلك، من الأفضل الاعتراف بقوة المشاعر الحاضرة وركوب موجتها، إن جاز التعبير. ومن بعد ذلك القدرة للخروج من هذه الموجة سالما لتتخذ قرارات بعيدة عن الضغط والتوتر.
كيف تفعل ذلك؟
قم بالتفكير في ضغوطك على أنها محطة راديو تريد إيقاف تشغيلها. لن تحاول إسكات المحطة السيئة من خلال تشغيل موسيقى أخرى فوقها، أليس كذلك؟ بالطبع لا.
ستعثر على زر تغيير المحطة وتنتقل إلى قناة أخرى، ولن تقوم بإلغاء المحطة الأولى، ولكنك ستختار المحطة الثانية بدلاً من ذلك. وبالمثل، فإن محاولة كبت ومواراة الضغط والتوتر بأفكار أو سلوكيات إيجابية عادة لا تفيد بشيء للتخلص من التوتر.
وعندما نفشل في القضاء عليه، نشعر بمزيد من التوتر والقلق. نتعثر في دورة إجهاد وضغط عصبي لا تنتهي أبدًا.
ما فائدة الشعور بالتوتر؟
بالنسبة لحياتك بشكل عام؛ قد يكون التوتر مفيدًا بشكل لا يصدق. التوتر هو استجابة تطورية مهمة عند مواجهة الخطر، وهي أداة تلقائية تتولى المسؤولية في حالات الطوارئ.
مثال على ذلك؛ عند رؤية شيء خطير (أو مقلق) قد تنشط استجابتك للضغط، وذلك سوف يساعدك على الجري بشكل أسرع أو حتى القفز إلى أعلى، والرؤية بشكل أفضل، والتفكير بشكل أسرع. التوتر هو أفضل سلاح للجسم، بل هو ما أبقانا كجنس بشري على قيد الحياة لملايين السنوات، ونقلنا من فريسة إلى مفترس.
لا يمكننا القضاء تماما على استجابتنا للضغط والشعور بالتوتر بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة فنحن بحاجة لهذه الاستجابة، فهذا يشكل جزء من نظام الحماية لنا، بشكل أو بآخر.
كيف نحوِّل التوتر إلى شعور نافع؟
السؤال إذن هو كيف يمكننا استخدام هذا التوتر والضغط من أجل منفعتنا؟ إذا لم نستطع التخلص منه نهائيا، فماذا نفعل به؟ فيما يلي بعض الاستراتيجيات – بحسب منشورات جامعة هارفرد.
اختر عدسة النظر للتوتر بوعي.
تخبرنا الأبحاث، أن الطريقة التي نفكر بها في استجاباتنا للضغط الجسدي يمكن أن تحسن الصحة البدنية. في عينة الدراسة في أحد الأبحاث؛ أظهر الأشخاص الذين فسروا أعراض التوتر لديهم بطرق إيجابية أو حميدة، الحصول على صحة وطول عمر أفضل من أي شخص آخر.
لذا، فإن التفكير في توترك كآلية تضخيم مخزنة في جهاز حمايتك، والتي تعدك لمواجهة المواقف الصعبة، يمكن أن يساعدك على المضي قدمًا بدلاً من الانغماس في مستنقع القلق والتوتر دون فعل مفيد وايجابي. عندما يبدأ قلبك في الخفقان بسرعة وتتعرق راحة يدك، اشكر جسمك وقل في نفسك: الآن يمكنك المشي في الاجتماع أو التفاعل وأنت مستعد لأي شيء.
نزع الارتباط المباشر مع الشعور.
في هذه الحالة، نود الانتقال من حالة “أشعر بالتوتر” إلى حالة “أنا متوتر الآن”. عندما نرتبط بقوة مع شعور ما، يمكن أن يصبح تعريفنا للذات، وهذه قد تكون حقيقة مرعبة يجب أن نواجهها كل يوم. لكن ما يجب أن نتذكره هو أن التوتر هو استجابة جسدية لشعورنا ونظرتنا حول العالم. التوتر ليس دائما حقيقة واقعة. لذا حاول إعادة صياغة قلقك في رأسك إلى: “أنا متوتر الآن” والتي ستعني ضمنيا “أنا في موقف يتطلب مني اداء أمر شديد الأهمية، لذلك لدي شعور بأنني متوتر وأن جسدي يستجيب وفقًا لذلك وانا واعي به.” بمجرد التراجع، حتى ولو قليلاً، ستكتسب المنظور المطلوب للمضي قدمًا بشكل أكثر ايجابية.
تحلَّى بالفضول.
لماذا انت متوتر؟
علينا أن نفهم من أين يأتي توترنا. لا يمكننا القيام بذلك ما لم نستجوب الشعور بفضول لا بقلق زائد، مع الأخذ في الاعتبار الأسباب الكامنة وراء توترنا، والأشخاص الذين قد يكونون سببًا له والأنماط التي نتخذها عادة خلال تجربة التوتر والإجهاد. كيف تتصرف عندما تكون متوتراً؟ ماذا تقول لنفسك عندما تشعر بالقلق؟ تعرف على الأنماط التي تتبعها عادة في ردودك.
الحضور الذهني والتأمل.
حتى تستطيع ممارسة كل الطرق السابقة، والنظر بوعي إلى التوتر ومعرفة أسبابه وإعادة توجيهه، لا بد أن تعمل على زيادة قدرتك على ذلك وقت حصول التوتر.
تستطيع فعل ذلك عن طريق ممارسة التأمل والحضور الذهني المستمر. القيام بذلك بشكل منتظم سيقوم بتدريب عقلك على زيادة القدرة في إبطاء الأفكار وتهدئتها.
وللمزيد من المحتوى اليومي المبني على دراسات علمية لنوم أفضل وتوتر أقل، قوموا بتحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي وتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي.