

نتيجة ظروف الحياة السريعة والمزدحمة، يضطر أفراد الكثير من العائلات أن يتناولوا الطعام، في الغالب، في أوقات غير محدّدة، ومن دون أن يجتمعوا جميعاً على طاولة واحدة. يأتي رمضان ليكسر تلك العشوائية، عبر نظامه الجميل. النظام الموَّحَّد لتناول الطعام في شهر رمضان، هو فرصة لنا لتنظيم سائر اليوم. إضافة إلى ذلك، فإن قلة الطعام وعدم […]
نتيجة ظروف الحياة السريعة والمزدحمة، يضطر أفراد الكثير من العائلات أن يتناولوا الطعام، في الغالب، في أوقات غير محدّدة، ومن دون أن يجتمعوا جميعاً على طاولة واحدة. يأتي رمضان ليكسر تلك العشوائية، عبر نظامه الجميل.
النظام الموَّحَّد لتناول الطعام في شهر رمضان، هو فرصة لنا لتنظيم سائر اليوم. إضافة إلى ذلك، فإن قلة الطعام وعدم انشغال الجسد في الهضم أو نزول الطاقة جرَّاء الأكل المستمر أو الأكل الثقيل خلال اليوم، هو فرصة للذهن لتركيز أكبر. وهذا النظام هو أرضية جيدة للدخول جسديا وذهنيا في حالة أكبر من الهدوء.
لكن مع الصيام وكثرة الواجبات الإجتماعية، قد يكون من المُفضَّل التركيز على عادة واحدة فقط. جميعنا لدينا عادات نوَّد إدارتها أو تركها أو حتى استحداثها. رمضان، بكل العزيمة التي يتم استنهاضها من أجل الصيام، هو فرصتك حتى تستخدم هذه العزيمة لتغيير عاداتك.
للحفاظ على النظام والهدوء الذي قمنا بذكره، بإمكانك اتباع الآتي:
يظلم كثيرون أجسامهم بحرمانها من ساعات كافية من النوم، متعذرين بالضيوف أو المناسبات الاجتماعية، ولهؤلاء نقول:
لتتجنب الازدحام المروري الخانق وما يتبعه من مشاجرات ومشاكل أنت في غنى عنها، ننصحك بالآتي:
يمنحك فهم المحفزات وتدوينها فهماً أفضل لكيفية التخلص من العادات. فمثلا سيساعدك وعيك بمحفز مثل الشعور بالقلق على أن تكون واعياً وتمنع نفسك من اتخاذ قرار تناول الوجبات السريعة بشكل تلقائي كرد فعل للشعور بالقلق. بدل ذلك يمكنك ممارسة شيء آخر أكثر فاعليَّة لتخفيف حدة الشعور من دون الإضرار بنفسك.
يساعدك تدوين أسباب قرارك للتخلي عن العادة وأهدافك من هذا القرار في أن تتذكر دوافعك الأساسية دائما، خاصة عندما تشعر بالإحباط. ولا تكتف بتذكر الأسباب والأهداف في عقلك، واحرص على تدوينها والاحتفاظ بها للعودة لها متى احتجت لذلك.
على سبيل المثال، إذا عزمت على الإقلاع عن التدخين، تخلص من وجود سجائر في بيتك وسيارتك. إذا كان لديك أصدقاء تدخن معهم دائما فقد يكون من المفيد تقليل التواجد معهم، على الأقل خلال المراحل الأولى.
شارك قرارك بالتخلي عن العادة غير الصحية مع أحد المقربين لك. يساعد الضغط الاجتماعي على تشجعيك للمضي قدما في طريقك وتحقيق أهدافك.
يُنصح باستبدال العادات المضرة عند التخلي عنها بأخرى مفيدة، وعدم ترك وقتها فارغاً، لأنّ ذلك قد يقودك إلى ممارسة عادة غير صحية أخرى لملء هذا الفراغ.
في حين أن الاستمرارية هي المفتاح لتغيير العادات، فإنها ليست عملية منتظمة، وقد ترجع إلى عاداتك القديمة خلال رحلة التخلي عنها. هذا شيء متوقع ولا يفسد ما أنجزتَه. عليك المحاولة مجددا والمضي قدماً لاستكمال ما بدأته.
يشير الباحث في جامعة ستانفورد ومؤلف كتاب “عادات بسيطة” (Tiny Habits) بي جي فوغ إلى أن التغييرات الكبيرة في السلوك تتطلب مستوى عاليا من التحفيز لا يستمر غالبا، ويقترح البدء بخطوات صغيرة لجعل العادة الجديدة سهلة قدر الإمكان في البداية.
فإذا كنت ترغب في جعل القراءة جزءا من يومك فيمكنك البدء بالحفاظ على قراءة صفحة واحدة يوميا، وبعد الاعتياد عليها، يمكنك زيادة عدد الصفحات.
أفضل طريقة لتكوين عادة جديدة هي ربطها بعادة موجودة بالفعل.
لاحظ يومك وحدد الأنماط الثابتة خلاله واختر النمط المناسب الذي يمكن أن تربط به عادتك الجديدة، مثل تحديد وقت قبل النوم مباشرة لممارسة التأمل.
يستغرق اكتساب عادة جديدة ما بين 18 إلى 254 يوما، وخلصت الدراسة إلى أن اكتساب العادات يستغرق في المتوسط 66 يوما من تكرار ممارستها قبل أن تصبح تلقائية. هذا ويسهم تكرار العادات في وقت ثابت كل يوم في اكتسابها بشكل أسرع.
اكتساب العادات الجديدة يصبح أكثر سهولة عندما نتخلص من العقبات التي تقف في طريقنا. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في ممارسة الرياضة فيمكنك شراء حذاء رياضي جديد بدل القديم الذي يسبب لك بعض الألم.
المكافآت جزء مهم من تكوين العادات، فعندما نقوم بتنظيف أسناننا تكون المكافأة فورية؛ من خلال فم منتعش بالنعناع، لكن بعض العادات تتطلب الوقت حتى نرى نتائجها، ولذلك يمكنك منح نفسك مكافأة صغيرة خلال ممارسة العادة أو بعدها، مثل مشاهدة برنامجك المفضل خلال ممارسة الرياضة.
في سعيك لامتلاك عادة جديدة، أنت بحاجة كبيرة لامتلاك أفكارك وحضورك التام خلال ممارسة عادة ما أو تركك لأُخرى. يساعدك ممارسة التأمل واليقظة الذهنية على صفاء الذهن وهدوء الأفكار. قم بتخصيص ١٠ دقائق يوميا لممارسة الحضور الذهني بتخيل نفسك وأنت منسجم مع العادة الجديدة أو أنك قد قمت بالتخلي عن عادة ما.
وللمزيد من المحتوى اليومي المبني على دراسات علمية لنوم أفضل وتوتر أقل، قوموا بتحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي وتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدكتور نايف المطوع صاحب عدة مبادرات ورجل أعمال حائز على عدة جوائز، وأخصائي نفسي وتنويم مغناطيسي ومؤسس مركز السور للعلاج والتقييمات الاحترافية، المركز الريادي في الكويت بمصادره المتنوعة من الخدمات النفسيَة. وهو مرخص على التوالي من ولاية نيويورك ودبي وبحرين وقطر والكويت، ومن الرابطة الوطنية لأخصائيي التنويم المغناطيسي وعضو الجمعية النفسية الأمريكية.
الدكتور نايف أستاذ مساعد وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الكويت، حيث يدرس علم النفس الإكلينيكي، ومهارات التواصل والكتابة الإبداعية والعلاج السلوكي الإدراكي منذ سنة 2005. وهو أخصائي نفسي في المشاكل الجنسية مرخص من طرف الجمعية الأمريكية لأخصائيي التربية والعلاجات والاستشارات الجنسية.