تخفيف الضغط والتوتر

مراحل الشعور بالأسى وكيفية التعامل معها

تتعدد المشاعر الإنسانية وتتتلوّن لتناسب طبيعة العيش والحياة وما نواجهه من أحداث. وقد يكون هذا التنوُّع هو أحد أشكال الرحمة حتى تستطيع النفس البشرية التعامل مع كل ما يمُّر بها. أحد هذه المشاعر هو الشعور بالأسى. الشعور بالأسى هو تلك العاطفة القوية، وفي بعض الأحيان، الغامرة شديدة الأثر في بعض الأشخاص، وهو رد فعل طبيعي […]

sorrows-management

تتعدد المشاعر الإنسانية وتتتلوّن لتناسب طبيعة العيش والحياة وما نواجهه من أحداث. وقد يكون هذا التنوُّع هو أحد أشكال الرحمة حتى تستطيع النفس البشرية التعامل مع كل ما يمُّر بها. أحد هذه المشاعر هو الشعور بالأسى.

الشعور بالأسى هو تلك العاطفة القوية، وفي بعض الأحيان، الغامرة شديدة الأثر في بعض الأشخاص، وهو رد فعل طبيعي لفقدان شخص ما أو شيء مهم بالنسبة لك. يشمل الشعور بالأسى مجموعة متنوعة من المشاعر، مثل الحزن أو الشعور بالوحدة.

يشعر الأشخاص بالأسى لأسباب متعددة؛ من هذه الأسباب:

  • الطلاق أو تفكك العلاقة
  • فقدان الصحة أو المرض
  • فقدان الوظيفة
  • موت شخص عزيز
  • فقدان الاستقرار المالي
  • الإجهاض
  • التقاعد
  • موت حيوان أليف
  • فقدان حلم عزيز
  • مرض خطير يعاني منه أحد أفراد الأسرة
  • فقدان صداقة
  • فقدان الأمان بعد التعرض لصدمة
  • بيع بيت العائلة

كل شخص ينتابه الأسى بشكل مختلف. ولكن إذا كنت قادرا على فهم عواطفك، وقمت بالاعتناء بنفسك، وطلبت الدعم، يمكنك الشفاء.

بحسب منشورات جامعة هارفرد، فإن الأطباء يصنفون الشعور بالأسى إلى نوعين: حاد ومستمر. يعاني معظم الناس من حزن حاد، والذي يحدث في أول ستة إلى 12 شهرًا بعد الخسارة أو الحدث الذي يسبب الشعور بالأسى ويختفي تدريجيًا. ومع ذلك، يعاني البعض من الحزن المستمر، والذي يُعرَّف بأنه الحزن الذي يستمر لمدة تزيد عن 12 شهرًا.

إن تجاهل أعراض الشعور بالأسى قد يسبب تعقيدات ومخاطر أكبر، لأن التوتر المستمر الذي يصاحب ذلك الشعور يمكن أن يعرضك لخطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية وحتى الموت، خاصة في الأشهر القليلة الأولى بعد الحدث الذي تسبب لك بذلك الشعور.

بحسب موقع ويب مد، فإن هناك مراحل للشعور بالأسى وهي:

الإنكار

عندما تعلم بخسارة ما لأول مرة، من الطبيعي أن تفكر: “هذا لا يحدث لي أو لم يحدث لي” وقد تشعر بالصدمة أو الخدر. هذه طريقة مؤقتة للتعامل مع اندفاع المشاعر الغامرة. إنها آلية دفاع من العقل للحماية مما هو قد يكون أخطر عليك من مواجهة الحدث مباشرة.

الغضب

عندما يتجلَّى الواقع لك بشكل فعلي، فإنك تبدأ بمواجهة ألم خسارتك. قد تشعر بالإحباط والعجز، ثم تتحول هذه المشاعر فيما بعد إلى غضب. من الممكن أن تقوم بتوجيهها نحو الآخرين، أو السخط على قوة أعلى من الاشخاص كالخالق مثلا، أو الحياة بشكل عام. 

ثم إن كانت الخسارة نتيجة موت شخص عزيز أو هجرانه، ممكن أن تكون غاضبًا من ذلك الشخص وتقوم بلومه داخليا على ذلك الفراق.

المساومة

قد تنتقل بعد ذلك للمساومة، وخلال هذه المرحلة ، تتفكر مليًا في ما يمكنك فعله لمنع الخسارة التي حدثت بالفعل. الأفكار الشائعة في هذه المرحلة هي: “إذا فقط لم يحد الشيء الفلاني…” و “ماذا لو لم يحدث أو أنني قد فعلت كذا…”، قد تقوم ايضا بالتعهُّد لله بأمور ما حتى يتم الغاء ما حدث أو حدوث شيء بديل، وأيضا كل ذلك طرق دفاع وأحيانا تكون دون وعي للتعامل مع الحدث.

الاكتئاب

عندما تبدأ بإدراك الخسارة المادية الحقيقية وأثرها في حياتك، تبدأ مرحلة الحزن. وقد تشمل علامات مثل الاكتئاب والبكاء ومشاكل النوم وانخفاض الشهية. قد تشعر بالإرهاق والندم والوحدة الشديدة.

القبول

في هذه المرحلة الأخيرة من مراحل الشعور بالأسى، تتقبل حقيقة خسارتك، وتعلم أنه شيء لا يمكن تغييره. على الرغم من أنك ما زلت تشعر بالحزن ولكن يمكنك البدء في المضي قدمًا في حياتك.

بحسب مؤسسة هوسبيس الأمريكية، في بعض الأحيان وبدلاً من سلسلة من المراحل، قد يكون الشعور بالأسى على هيئة قطار ملاهي مليء بالصعود والهبوط، والارتفاعات والانخفاضات. مثل العديد من القطارات الدوارة، حيث يميل الركوب إلى أن يكون أكثر قسوة في البداية، وقد تكون المستويات المنخفضة أعمق وأطول.

يجب أن نسعى لأن تصبح الفترات الصعبة أقل حدة وأقصر مع مرور الوقت، لكن الأمر قد يستغرق وقتًا للتغلب على الشعور بالخسارة. حتى بعد سنوات من الخسارة، خاصة في المناسبات الخاصة مثل حفل زفاف عائلي أو ولادة طفل، قد لا نزال نشعر بإحساس قوي بالحزن.

أحداث الحياة لا مفر منها، والمشاعر المصاحبة لها لا مفر منها ايضا. ما نستطيع أن نفعله، هو ان نسعى بشكل فعَّال للتقليل من الأثر وإدارة هذه المشاعر بشكل واع.

بحسب منشورات جامعة هارفرد، ممكن اتباع الطرق التالية للتخفيف من أثار الشعور بالأسى وتبعاته:

حافظ على نظام غذائي صحي.

يؤدي الإجهاد إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر والدهون، وهذا هو سبب سعيك لالتهام الأطعمة المصنعة التي تشعرك بالسعادة. وبالرغم من ذلك، يمكن أن تجعل هذه الأطعمة شعورك أسوأ.  بدلاً من ذلك، ركز على الحفاظ على نظام غذائي متوازن. وهذا يعني تناول الكثير من الخضار والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون وشرب الكثير من الماء. 

اتبع عادات نوم جيدة.

الحزن المصاحب للشعور بالأسى مرهق عاطفيا. بعد الفقد، غالبًا ما يجد الناس أن نومهم متقطع، أو يستيقظون في منتصف الليل، أو ينامون كثيرًا. تأكد أن الذهاب إلى الفراش في ساعات منتظمة، واتباع روتين ما قبل النوم، وتجنب الكافيين في المساء يساعد على نوم أكثر راحة.

تحرك.

 يمكن أن يساعد المشي اليومي البسيط في تخفيف الاكتئاب والانفعالات والحزن المرتبط بها. غالبًا ما يكون من الصعب العثور على الطاقة لممارسة الرياضة، لذلك إذا كنت تفتقر إلى الحافز، فقم بتجنيد رفيق تمرين أو انضم إلى مجموعة للقيام بالتمارين سويا.

حافظ على صحتك.

 من السهل أن تتجاهل صحتك العامة عند الشعور بالأسى. وهذا يشمل تخطي زيارات الطبيب ونسيان تناول الأدوية الخاصة بك. حدد موعدًا لجميع الاختبارات للعام المقبل، حتى لا تفوتك، واضبط مواعيد لذلك على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر للمساعدة في تذكيرك بتناول أدويتك كما هو مقرر، أو اطلب من صديق أو أحد أفراد الأسرة المساعدة.

تحمل مسؤوليات جديدة.

 قد يعني فقدان الزوج أو أحد أفراد الأسرة أنه يتعين عليك تولي وظائف روتينية معينة. على سبيل المثال، قد تكون مسؤولاً الآن عن الطهي أو الصيانة العامة للمنزل أو تنظيم السجلات المالية. في حين أن هذه المهام يمكن أن تسبب ضغوطًا إضافية، يقترح المختصين تحويل كل ذلك إلى تجربة إيجابية. ويقولون: إن تحمل مسؤولية جديدة يمكن أن تبقي عقلك مركزًا على مهمة محددة ويُشتت انتباهك عن حزنك.

تواصل مع دائرتك الاجتماعية. 

في حين أنه قد يكون من المؤلم رؤية الناس والاختلاط بهم، فمن المهم الحفاظ على التواصل مع الآخرين. هذا سوف يُشعرك أنك لست وحدك، وحتى إذا كنت تشعر بالعزلة، فقد يكون هناك أفراد من العائلة، أو الأصدقاء، أو حتى الجيران الذين يمكنهم تقديم يد الدعم. قم بتنظيم لقاء أسبوعي لتناول طعام الغداء أو القهوة، أو ادعُ الناس لحضور حفلا مشتركا شهريًا. أو على أقل تقدير،  فقط ابذل جهدًا للتواصل مع شخص ما كل يوم، إما عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني.

التأمل واليقظة الذهنية.

أخيرا، فإن الأبحاث تشير الى أن ممارسة التأمل واليقظة الذهنية أثناء المرور بالأسى لا يقصد به تقليل الألم المصاحب للخسارة، بل هو يستخدم للاعتراف بالألم ومواجهته وجهاً لوجه بدلاً من الهروب منه. عادة ما يتطلب الأمر مزيدًا من الطاقة للهروب وتجنب الشعور بالأسى بدلاً من السماح لأنفسنا بتجربته. يمكنك أن تبدأ ممارسة اليقظة الذهنية اليوم بمجرد التوقف عن كل شيء مؤقتًا لاحتضان اللحظة بشكل كامل.

وممكن ممارسة ذلك بواحد من هذه الطرق:

١. التنفس الواعي

٢. المشي بحضور ذهني

٣. التأملات الصوتية

وللمزيد من المحتوى اليومي المبني على دراسات علمية لنوم أفضل وتوتر أقل، قوموا بتحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي وتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي.

د. نايف المطوع

الدكتور نايف المطوع صاحب عدة مبادرات ورجل أعمال حائز على عدة جوائز، وأخصائي نفسي وتنويم مغناطيسي ومؤسس مركز السور للعلاج والتقييمات الاحترافية، المركز الريادي في الكويت بمصادره المتنوعة من الخدمات النفسيَة. وهو مرخص على التوالي من ولاية نيويورك ودبي وبحرين وقطر والكويت، ومن الرابطة الوطنية لأخصائيي التنويم المغناطيسي وعضو الجمعية النفسية الأمريكية.  
 
الدكتور نايف أستاذ مساعد وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الكويت، حيث يدرس علم النفس الإكلينيكي، ومهارات التواصل والكتابة الإبداعية والعلاج السلوكي الإدراكي منذ سنة 2005. وهو أخصائي نفسي في المشاكل الجنسية مرخص من طرف الجمعية الأمريكية لأخصائيي التربية والعلاجات والاستشارات الجنسية.

مقالات ذات علاقة

جرب تطبيق تهون مجانا الآن!

ستحصل على جلسات وبرامج مخصصة بناءا على أهدافك التي تود تحقيقها

  • التحميل من متجر آبل
  • التحميل من متجر جوجل