هل تشعر بالغضب عندما يتجاوزك شخص ما أثناء القيادة؟ هل يرتفع ضغط الدم لديك عندما يرفض طفلك اتباع أوامرك؟
الغضب شعور طبيعي بل وصحي، لكن من المهم التعامل معه بطريقة إيجابية.
يُعَد الغضب عاطفة قوية للغاية يمكن أن تنبع من الشعور بالإحباط أو الأذى أو الانزعاج أو خيبة الأمل. هو عاطفة إنسانية طبيعية يمكن أن تتراوح من تهيج شعوري طفيف إلى غضب قوي وعارم.
يمكن أن يكون الغضب ضارًا أو مفيدًا، اعتمادًا على كيفية التعبير عنه. إن معرفة كيفية التعرف على الغضب والتعبير عنه بطرق مناسبة يمكن أن يساعد الناس في الوصول إلى الأهداف، والتعامل مع حالات الطوارئ، وحل المشكلات.
ما هي مخاطر الغضب المكبوت؟
يمكن أن يكون الغضب المكبوت وغير المعلن سببًا أساسيًا للقلق والاكتئاب. الغضب الذي لا يتم التعبير عنه بشكل مناسب يمكن أن يعطل العلاقات، ويؤثر على أنماط التفكير والسلوك، ويخلق مجموعة متنوعة من المشاكل الجسدية. تم ربط الغضب المزمن (طويل الأمد) بمشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والصداع واضطرابات الجلد ومشاكل الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ربط الغضب الذي تتم إدارته بشكل سيء بمشاكل مثل تعاطي الكحول والمخدرات والجريمة والإساءة العاطفية والجسدية وغيرها من أشكال السلوك العنيف.
لماذا أغضب؟
تنشأ مشاعر الغضب بسبب كيفية تفسيرنا ورد فعلنا لمواقف معينة. كل شخص لديه دوافعه الخاصة لما قد يجعله غاضبًا، ولكن بعض الأسباب الشائعة تشمل المواقف التي نشعر فيها:
- بالتهديد أو الهجوم
- بالإحباط أو الضعف
- بالتهميش أو المعاملة غير العادلة
- بعدم احترام الناس لمشاعرنا وممتلكاتنا
يمكن للناس تفسير المواقف بشكل مختلف، لذا فإن الموقف الذي يجعلك تشعر بالغضب الشديد قد لا يجعل شخصًا آخر يشعر بالغضب على الإطلاق (على سبيل المثال ، يمكن أن تتضمن ردود الفعل الأخرى من أشخاص آخرين، الانزعاج أو الأذى أو حتى التسلية). ولكن لمجرد أننا نستطيع تفسير الأشياء بشكل مختلف، فهذا لا يعني أنك تفسر الأشياء “خطأ” إذا كنت غاضبًا.
يمكن أن تعتمد الطريقة التي تتعامل بها مع الموقف وتتعامل معه على العديد من العوامل في حياتك ، بما في ذلك:
- طفولتك وتربيتك
- الخبرات والتجارب الماضية
- الظروف الراهنة
ما هي الخطوات الذكية التي تساعد في إدارة الغضب؟
سواء كان غضبك يتعلق بشيء حدث في الماضي أو شيء يحدث الآن، فإن التفكير في كيف ولماذا نفسر المواقف ونتفاعل معها يمكن أن يساعدنا في تعلم كيفية التعامل مع عواطفنا بشكل أفضل. يمكن أن يساعدنا أيضًا في إيجاد استراتيجيات مثمرة للتعامل مع غضبنا.
إذا كنت تعتقد أن غضبك خارج عن السيطرة وله تأثير سلبي على حياتك وعلاقاتك، فاطلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية. يمكن لطبيب أو أخصائي مرخص العمل معك لفهم الأسباب الكامنة وراء الغضب بشكل أفضل، وتطوير تقنيات لتغيير تفكيرك وسلوكك. يمكن أن يساعدك المتخصص في التعامل مع غضبك بطريقة مناسبة.
بحسب موقع مايو كلينك، فإن الطرق التالية قد تساعدك في التعامل مع الغضب بذكاء:
1. فكر قبل أن تتكلم
أثناء اللحظة التي تستدعي فيها الغضب، من السهل أن تقول شيئًا ستندم عليه لاحقًا. لذلك، خذ بضع لحظات لتجميع أفكارك قبل قول أي شي، واسمح للآخرين المنخرطين في الموقف بفعل الشيء نفسه.
2. بمجرد أن تهدأ، عبر عن غضبك
بمجرد أن تفكر بوضوح، عبر عن إحباطك واستيائك بطريقة حازمة ولكن غير صدامية. اذكر مخاوفك واحتياجاتك بوضوح وبشكل مباشر، دون الإضرار بالآخرين أو محاولة السيطرة عليهم.
3. التمارين الرياضية
يمكن أن يساعد النشاط البدني في تقليل التوتر الذي قد يسبب لك الغضب. إذا شعرت أن غضبك يتصاعد، اذهب للمشي السريع أو الجري، أو اقض بعض الوقت في القيام بأنشطة بدنية أخرى ممتعة.
4. خذ وقت مستقطع
الأوقات المستقطعة ليست فقط للأطفال. امنح نفسك فترات راحة قصيرة خلال أوقات اليوم التي تميل إلى التوتر. قد تساعدك لحظات قليلة من الهدوء في الشعور بالاستعداد بشكل أفضل للتعامل مع ما سيحدث دون أن تغضب أو تتسبب بغضب أحدهم.
5. تحديد الحلول الممكنة
بدلًا من التركيز على ما أغضبك، اعمل على حل المشكلة المطروحة. هل غرفة طفلك الفوضوية تدفعك للجنون؟ أغلق الباب. هل شريكك يتأخر على العشاء كل ليلة؟ قم بجدولة وجبات الطعام في وقت لاحق في المساء، أو قم ببرمجة نفسك على تناول الطعام بمفردك عدة مرات في الأسبوع. ذكّر نفسك أن الغضب لن يصلح أي شيء وقد يزيد الأمر سوءًا.
6. الالتزام بعبارات “أنا” بدل توجيه الاتهام
لتجنب النقد أو إلقاء اللوم، الأمر الذي قد يؤدي فقط إلى زيادة التوتر، استخدم عبارات “أنا” لوصف المشكلة. كن محترمًا ومحددًا. على سبيل المثال ، قل “أنا مستاء لأنك تركت الطاولة دون تقديم المساعدة في الأطباق” بدلاً من “أنت لا تقوم بأي أعمال منزلية أبدًا”.
7. لا تحمل حقد وكراهية
الغفران أداة قوية. إذا سمحت للغضب والمشاعر السلبية الأخرى بالتغلب على المشاعر الإيجابية، فقد تجد نفسك ممتلئا بالمرارة أو الشعور بالظلم. ولكن إذا كان بإمكانك أن تسامح شخصًا قد أغضبك، فقد تتعلم من الموقف عن نفسك وعن الآخر وقد يؤدي ذلك إلى تقوية علاقتكما.
8. استخدام الدعابة للتخفيف من التوتر
يمكن أن يساعد المزاح في نزع فتيل التوتر. استخدم الفكاهة لمساعدتك على مواجهة ما يجعلك غاضبًا، وربما أي توقعات غير واقعية لديك حول الكيفية التي يجب أن تسير بها الأمور. مع ذلك، تجنب السخرية، فقد تؤذي مشاعر الآخرين وتجعل الأمور أسوأ.
9. ممارسة مهارات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس والحضور الذهني
عندما يشتعل فتيل غضبك، استخدم مهارات الاسترخاء. مارس تمارين التنفس العميق، تخيل بحضور ذهني مشهدًا يبعث على الاسترخاء، أو كرر كلمة أو عبارة مهدئة، مثل “خذ الأمور ببساطة”. يمكنك أيضًا الاستماع إلى الموسيقى أو التأمُّل أو الكتاب، افعل كل ما يتطلبه الأمر لزيادة الاسترخاء الذهني في حياتك.
وللمزيد من المحتوى اليومي المبني على دراسات علمية لنوم أفضل وتوتر أقل، قوموا بتحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي وتابعونا على مواقع التواصل الاجتماعي.