سعادة

لماذا نؤجل خطوة العلاج النفسي؟

ينبغي علينا تفَهُم أن الشخص الذي يعاني نفسيًا، بحاجة إلى الدعم والرعاية مثل أي مريض آخر. ولا بُد أن نعي أن طلب العلاج النفسي ليس علامة ضعف، بل هو دليل على القوة والوعي الذاتي. يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة لطلب المساعدة واتخاذ خطوة إلى الأمام. والقيام بذلك هو علامة على الشجاعة والبسالة.

في السنوات الأخيرة تزايد الوعي بالصحة النفسية وضرورة استشارة مُختص وتلقي علاج نفسي مناسب. يعود ذلك إلى الحملات الدعائية لزيادة الوعي بالاكتئاب والإدمان والانتحار وغير ذلك، بالإضافة إلى المشاهير الذين يتحدثون عن أزماتهم النفسية أو يَدْعون للإيجابية أو يحثون على الاهتمام بالرعاية النفسية. وعلى الرغم من كل ذلك يعاني العديد من الأشخاص من مشكلات نفسية، لكنهم لا يسعون إلى علاجها.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يعيش ما يَقرُب من مليار شخص مع اضطراب نفسي وعقلي، ويموت شخص واحد كل أربعين ثانية بسبب الانتحار. مع ذلك، أكثر من 75٪ من الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية وعصبية لا يتلقون أي علاج لحالتهم على الإطلاق. فلماذا يبقى من يطلبون المساعدة قليلين جدًّا رغم زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية؟

لماذا علينا استشارة معالج نفسي؟

التعامل مع التحديات النفسية ليس سهلًا؛ فقد يكون تذكُّر أو مناقشة صدمة أو أحداث مؤلمة من الماضي مخيفًا. فإذا كنت على استعدادٍ للتخلص من ذلك واستعادة حياتك فقد تكون زيارة معالج نفسي مهمة ومفيدة.

المعالج النفسي هو مصطلح أكثر عمومية ويشير إلى أي شخص تلقى مستوى مُعينًا من التدريب في العلاج النفسي؛ يمكن أن يشمل ذلك على سبيل المثال: علماء النفس، والاختصاصيين النفسيين، والأطباء النفسيين. ولا يستطيع معظم المعالجين وصف الأدوية؛ لأن ذلك يحق للطبيب النفسي فقط الذي تخرج في كلية الطب.   

كما تساعدنا الاستشارة النفسية في تحقيق أقصى استفادة من حياتنا؛ من خلال مساعدتنا في الحفاظ على صفاء الذهن، وإدارة الضغوط والقلق والمشكلات الأخرى. هل تعرفون الفوائد الأخرى لذلك؟ إليكم بعضها: 

اكتشاف الذات: يستمع المعالج النفسي إلى قصصنا ويساعدنا في تكوين روابط وتحديد أسباب المشكلة، ثم يقدم إرشادات أو توصيات لعلاجها، كما يساعد في تحديد مخاوفنا وطرق التعامل معها.

التنفيس عن مشاعرنا: عادةً لا يمكننا التحدث عما يدور في ذهننا بسبب الخوف من حكم الآخرين علينا. يستمع إلينا المعالج النفسي دون أي تحيُز، ويوفر لنا مساحة آمنة وخالية من الأحكام حيث يمكننا مشاركة أي شيء.

الحصول على علاقات أكثر إرضاءً: يساعدنا العلاج النفسي في معالجة الصعوبات المتعلقة بالآخرين؛ مثل عدم الأمان في العلاقات أو صعوبة الثقة بشركائك.

التمتع بصحة أفضل: هناك صلة كبيرة بين صحة العقل والجسم؛ يمكن أن تؤثر مشاكل الصحة العقلية غير المعالجة على العافية الجسدية.

تحسين المهارات: تُعزز جلسات الاستشارات النفسية مهارات مثل اتخاذ القرار والتواصل وما إلى ذلك، ويُعد تطوير المهارات الشخصية أمرًا مهمًا أيضًا لأنه يزيد من قوة شخصيتنا.

علامات تنبهنا إلى ضرورة استشارة معالج نفسي

تأخذنا الحياة اليومية بتفاصيلها، فتُراكم علينا الكثير من آثارها، نتعرض لضغوط تؤثر فينا نفسيًا دون أن ندري أو نلتفت لما يحدث بداخلنا؛ لذا من المهم أن نكون قادرين على معرفة الوقت الذي نحتاج فيه إلى تقييم نفسي أو طلب علاج نفسي. كيف نعرف أننا بحاجة إلى ذلك؟

لا يمكن حصر كل علامات الاضطراب النفسي، ولكنها قد تظهر في صورة: انسحاب اجتماعي وشعور بالضيق تجاه الآخرين، عدم القدرة على التحكم في المشاعر المفرطة مثل الحزن أو الغضب، تغييرات في أنماط النوم، عدم القدرة على تخطي صدمات الماضي أو العادات السيئة، عيش حالة توتر وقلق؛ ما قد يسبب العديد من الأمراض المزمنة، تغييرات في الأداء الوظيفي، مثل تفويت المواعيد النهائية، وصعوبة التركيز على مهام العمل.

ما الذي يمنعنا من طلب العلاج النفسي؟

يتوفر العلاج النفسي للاضطرابات النفسية، لكن ما يقرب من ثلثي الأشخاص المصابين لا يطلبون المساعدة أبدًا. تقول منظمة الصحة العالمية إن وصمة العار والتمييز والإهمال تمنع الرعاية والعلاج من الوصول إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية.

إن النفس البشرية هي أكثر الأشياء تعقيدًا، فلا يمكننا حصر كل دوافعها وراء تأجيل خطوة العلاج النفسي. وقد أجرينا استطلاع رأي في تهون لمعرفة أهم تلك الأسباب، وتشابهت الإجابات مع الأسباب العالمية لذلك. نذكر منها:

التكلفة المرتفعة: في ظل غلاء المعيشة يتعامل الناس مع الظاهر لهم مثل الطعام والشراب وغير ذلك من النفقات، ولا يضعون الأمور النفسية على قائمة أولوياتهم، خاصة مع عدم تغطية التأمين الصحي للعلاج النفسي وارتفاع تكاليفه. وفي الوقت نفسه قد تؤدي زيادة تكاليف العلاج النفسي إلى زيادة التوتر لدى البعض.  

الوصمة الاجتماعية: يخشى كثيرون من وصمة العار إذا اعترفوا أنهم بحاجة إلى المساعدة النفسية، وأنهم سيوصفون بالجنون.

تفضيل المقربين: يرى البعض أن التحدث إلى شخصٍ غريبٍ أمر مريب، ويفضلون البوح للأصدقاء والمقربين، لكنهم لا يدركون أن المعالج النفسي لن يحاسبهم على أفعالهم، بل سيوجههم إلى التخلص من الضار منها، وسيلتزم السرية.

عدم الإدراك: ربما لا ندرك أن الألم الجسدي الذي نشعر به أحيانًا سببه مشكلة نفسية معروفة يمكن علاجها بشكلٍ فعال. لذلك نقوم بجولة كبيرة لتخصصاتٍ طبية مختلفة باستثناء الطب النفسي.

الاعتقاد بعدم الحاجة: نعتقد خطأً أنه يمكننا التعامل مع الأمر، وأننا ندرك تفاصيل حالتنا، أو أن المشكلة النفسية ستزول مع الوقت أو بزوال سببها. 

الخوف من العلاج: قد يحدث الخوف من الصورة النمطية الفرويدية للعلاج؛ حيث يُجلسنا المعالج على أريكة مع إضاءة خافتة ويستمع إلى أحلامنا ليستخرج أسرارنا الدفينة. وكذلك الاعتقاد أن كل الأدوية النفسية ضارة وتسبب زيادة الوزن.

مخاطر تأجيل طلب المساعدة أو العلاج النفسي

يمضي كثيرون وقتًا طويلًا بين الانتباه للتحديات النفسية وتلقي العلاج النفسي والدعم المناسبين. وقد يتطور القلق مبكرًا في مرحلة الطفولة والمراهقة، ويمكن التعرف إليه ومعالجته بسهولة، أما إذا تُرك القلق دون علاج، فقد يؤدي إلى ظهور أمراض عقلية أخرى أو انخفاض التحصيل الدراسي أو الوظيفي. 

وكلما طال الوقت الذي يستغرقه الشخص لتلقي العلاج النفسي زادت صعوبة تعافيه؛ فالتأخير يتسبب في عواقب وخيمة؛ مثل تطور الأمراض النفسية والجسدية المختلفة، واعتماد علاجات خاطئة تهدد الحياة، كما يحد ذلك من الفرص الاجتماعية والمهنية، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

وفي حالة الأشخاص الذين يعانون من القلق يمكن أن يستمر العلاج لمدة تصل إلى عشر سنوات أو أكثر من بداية الاضطراب.

يمكن للتدخل المبكر أن ينقذ الشخص وأحبائه، كما يقلل من احتمالية حدوث مشاكل في العمل والأسرة، ويقلل التكاليف الطبية والعبء على الأصدقاء والأسرة. وفي دراسة تبحث تأثير المدة الطويلة للاكتئاب غير المعالج في نتائج العلاج بمضادات الاكتئاب، وُجِدَ أن معدل الشفاء انخفض بشكلٍ كبير بين المرضى الذين يعانون منه دون علاج لستة أشهر أو أكثر.

بجانب زيارة معالج نفسي ماذا علينا أن نفعل؟

الذهاب إلى معالج نفسي خطوة مهمة لعدم تفاقم المشكلات النفسية ومواجهة تداعيات صحية ومادية أكبر، وإذا كان من الصعب علينا زيارته في مراكز الرعاية والعيادات، فيمكننا القيام ببعض الأمور الأخرى، مثل:

• التواصل مع معالج نفسي عن طريق الهاتف أو تطبيقات الاجتماعات، حيث يقدم العديد من المعالجين هذه الخدمات، لتوفير الوقت والجهد والمحافظة على الخصوصية.

• استخدام تطبيقات العناية بالصحة النفسية مثل تطبيق تهون؛ يقدم «تهون» حلولًا متكاملة لتحسين صحتكم النفسية، ويساعدكم كذلك على بناء سلوكيات صحية وكسر حلقات الأفكار والمشاعر السلبية من خلال أدوات علمية مثل العلاج السلوكي المعرفي، والتأمل، وغير ذلك.

• متابعة ما ينشره المعالجون النفسيون على حساباتهم وطرح بعض الأسئلة عليهم قد يساعد في كسر الحاجز بينكم وبين طلب المساعدة، حيث يمكنكم طرح أي سؤال بخصوص الصحة النفسية عبر موقع تهون، وسيجيبكم فريق من المختصين المعتمدين.

• الحرص على أن تبقوا في بيئة تشجعكم على تحسين أنفسكم، وأشخاص يهتمون بالصحة النفسية ونمط الحياة الإيجابي. هذا أيضًا ما يقدمه تطبيق تهون بشكلٍ فعال؛ حيث يعتبره كثيرون الرفيق في طريق الوصول إلى العافية الشاملة.  

هونوها وتهون

ينبغي علينا تفَهُم أن الشخص الذي يعاني نفسيًا بحاجة إلى الدعم والرعاية مثل أي مريض آخر، ولا بُد أن نعي أن طلب العلاج النفسي ليس علامة ضعف، بل هو دليل على القوة والوعي الذاتي. يتطلب الأمر الكثير من الشجاعة لطلب المساعدة واتخاذ خطوة إلى الأمام. والقيام بذلك هو علامة على الشجاعة والبسالة.

لصحة نفسية أفضل، يحتوي تطبيق «تهون» على محتوى صوتي أصلي ومتجدد باللهجة الخليجية للتعامل مع التحديات اليومية؛ مثل: مشكلات التغذية والنوم، والتوتر، وقلة الإنتاجية، بالإضافة للوصول إلى الأهداف الطويلة المدى؛ مثل أن نستبدل العادات غير الصحية بعاداتٍ صحية وأنماط تفكير إيجابية. يمكنكم تحميل التطبيق من متجر آب ستور أو جوجل بلاي ومتابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي.

فريق تهون

فريق تهون، هو فريق من الكتاب والمحررين والمختصين النفسيين، المهتمين بالبحث والكتابة في مجالات الصحة النفسية الرئيسية في العالم العربي والخليج. نقدم لكم مقالات مُحدثة ذات معلومات موثوقة تساعدكم على تعزيز الصحة النفسية، وتحسين جودة النوم، وتخفيف الضغط والتوتر للوصول إلي السعادة، وزيادة الإنتاجية.

مقالات ذات علاقة

جرب تطبيق تهون مجانا الآن!

ستحصل على جلسات وبرامج مخصصة بناءا على أهدافك التي تود تحقيقها

  • التحميل من متجر آبل
  • التحميل من متجر جوجل